ينظر بعض الرجال لعمل الزوجة على أنه أمر قد يهدد سكينة البيت ويعكر صفو المودة والرحمة وربما يشعر بالغيرة من هذا العمل الذي يشاركه في زوجته التي يريدها خالصة له وحده، في حين تشعر المرأة أن هذا العمل قد يكون دافعا لها لتكون أكثر إبداعا في بيتها ويجعلها تفرغ طاقتها في العمل بدلا من أن ترهق زوجها بالشحن النفسي الذي تعانيه من المكوث وحيدة بالبيت كما يجلب دخلا إضافيا قد تساعد به شريكها.* وتشتكي ن. ع من وجود غيرة حقيقية لدى زوجها بسبب نزولها للعمل وتقول إن هذا الأمر سبب لهما كثير من الخلافات حيث يطالبها زوجها دوما بترك العمل رغم عدم تقصيرها في شئون بيتها ومتابعة أطفالها، ولكنه أصبح يتصيد لها الأخطاء ويتهمها بتفضيل عملها على بيتها وزوجها.
* أما هـ. س: فتقول: كان زوجي متوجسا من نزولي للعمل ولكني حرصت ألا أشعره بأي تقصير معه يكون ناتجا عن عملي، فكنت أعد الطعام بالليل أو صباحا قبل أن أنزل لعملي، كما حرصت أن أجلس معه حينما يعود من عمله وأستمع لأحواله ومشكلات عمله، كما أتواصل معه طوال اليوم عبر الهاتف، حتى زال الهاجس من ذهنه وأصبح راضيا ومطمئنا لعملي.
¤ المشـــاركة:
* وتحكي م. م عن مواجهتها لغيرة زوجه من عملها بأسلوب المشاركة قائلة: حرصت منذ نزولي العمل أن أشارك زوجي فيما أقابله من تحديات وبعض المشكلات في وظيفتي، وأشعره أني اعتمد على رأيه وأحتاج خبرته لمواجهة بعض المواقف التي تقابلني وأنني أستمد قوتي وحماستي في العمل من رأيه وتشجيعه فأصبح عملي أمر مشترك يوثق رباطنا الزوجي.
ويرى د.محمد شعلان أستاذ الأمراض النفسية والعصبية: إن الزوج في بعض الحالات يشعر بالتمزق بسبب عمل زوجته فهو من ناحية يحب زوجته ومن ناحية أخري يخشي أن يغيرها النجاح، والمرأة تكون في وضع حرج جدا لأنها لا تريد أن تفقد زوجها وبيتها وفي نفس الوقت ترفض أن تترك عملها وفي هذه الحالة تكون في غاية التشويش والحيرة والإضطراب خاصة عندما تجد زوجها يحاربها بدون أسباب.
¤ رقم واحـــد:
وتضيف أستاذة هبة حسين الخبيرة النفسية أنه عندما تقرر الزوجة النزول الي العمل يشعر أغلب الأزواج بالوحشة لأن زوجته هي السكن له وهي رمز المودة والرحمة له، كما يشعر بالغيرة من أن هناك من يشاركها إهتماماتها غيره، لأن أسلوب تفكير الرجل يعتمد على أمر واحد في حين أن المرأة يمكنها أن تفكر في أكثر من شئ بنفس الوقت.
وتنصح المرأة التي تنزل إلي سوق العمل ألا تغفل عن تحقيق جانب السكن لزوجها ولا تجعله يشعر أنه أي رقم غير رقم واحد في حياتها وهذا الأمر يتطلب منها مزيدا من المجهود، كما تطالبها بأن تشعر زوجها بحاجتها الدائمة إليه لأن الرجل يشعر برجولته الحقيقة في حاجة المرأة له، وتحذر من أن يصل الرجل شعور بأن زوجته مستقلة عنه بعد عملها، وعليها دائما أن تدعو أولادها لشكر أبيهم على ما يشتريه وما يفعله وتشعره بتقدير دوره، وتردد على مسامعه أن أي نجاح تحققه في عملها أو بيتها هو بسبب مساندته لها.
تحقيق: أميرة زكي.
المصدر: موقع رسالة المرأة.
